أسعار البيوت في تركيا: هل ستزيد في عام 2024؟
عند الرد على
أي استفسار بخصوص معدلات الأسعار المتوقعة أو تكلفة العقارات المتوقعة في سوق
العقارات في تركيا، يتمثل النهج النموذجي في تحليل البيانات من السنوات السابقة،
مع التركيز على سوق المبيعات. متى بلغت ذروتها؟ ولماذا انخفضت؟ وما إلى ذلك.
ووفقًا
للتقارير الأخيرة، من المتوقع أن يستمر سوق العقارات في تركيا في نموه المطرد في
عام 2024. مع معدلات
التضخم التي لا تزال في ارتفاع، وتدفق السياحة المتواصل، والمشاريع الكبرى
القادمة، تكون أسعار العقارات والبيوت التركية قد زادت بثبات.
ذلك يرجع لأن
أسعار البيوت الجديدة لعام 2024 في تركيا لا تتأثر بالحالة الاقتصادية العامة
للبلاد وإنما بالطلب الكبير من المستثمرين الأجانب الذين يسعون للحصول على الجنسية
التركية عبر الاستثمار العقاري، كملاذ آمن في ظل الحروب، وتدفق السياحة المستمر.
لقد أثبت سوق
العقارات في تركيا بالفعل مرونته أمام الأوبئة الكبرى مثل جائحة كوفيد-19 في عام
2020، والتضخم العالمي، وسقوط الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، حيث استمرت
أسعار المنازل في الحفاظ على معدلات البيع العالية، وبلغت ذروتها في عام 2021 (وسط
الجائحة العالمية). ومع تقارير تشير صراحة إلى أن معدلات الفائدة في تركيا من
المتوقع أن تظل في ارتفاع، يمكننا أن نرى جاذبية أكبر في سوق البيوت.
نقص الأراضي
المتاحة للبناء في المراكز الحضرية، خاصة في اسطنبول، أجبر شركات البناء على
الانتقال إلى الضواحي مع مشاريع كبيرة؛ وهذا أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار المنازل
في المناطق المحيطة مثل بيليكدوزو، باشاك شهير، بيوك تشكمجه، وما إلى ذلك، خلال
سنوات قليلة من 2020 إلى 2022. وتزايد البناء الجماعي للإسكان أيضًا بسرعة.
نظرة موجزة على
معدلات الوسط للمنازل والعقارات التركية خلال السنوات الماضية:
خلال العشر
سنوات الماضية، بقيت البيانات المتعلقة بمبيعات المنازل في اسطنبول - بشكل عام -
عند مستوياتها، مع زيادة في الأسعار بنسبة حوالي 13.6 في المئة مقارنة بأسعار
المنازل في عام 2014 وحتى هذا اليوم - (عام 2023).
ووفقًا
للبيانات الرسمية من الهيئة التركية للإحصاءات، بلغت مبيعات الشقق للمشترين
الأجانب في آخر شهر من العام 6386 وحدة، مما يشير إلى زيادة بنسبة 4.98% عن الشهر
السابق. بلغت عمليات الشراء من قِبَل الأجانب 3.1% من إجمالي مبيعات الشقق السكنية
في ذلك الشهر. بالإضافة إلى ذلك، بلغ إجمالي مبيعات الشقق للمشترين الأجانب 67490
وحدة سنويًا، مما يمثل زيادة بنسبة 15.2% عن العام السابق. وبلغت عمليات شراء
الأجانب نسبة 4.5% من إجمالي عدد الشقق المباعة في تركيا على مدار العام.
كان سعر المتر
المربع للعقارات التي بُنيت في عام 2014 حوالي 2231 ليرة تركية، بينما كان سعر المتر
المربع للعقارات التي بُنيت في أوائل عام 2023 حوالي 21260 ليرة تركية.
بنظرٍ لاختلاف
سعر صرف الليرة مقابل الدولار، يظهر العلاقة كما هو موضح في الجدول التالي:
العوامل التي
ساهمت في زيادة متوسط أسعار البيوت في تركيا خلال السنوات الماضية:
السياحة:
إحدى الأسباب
الرئيسية لاستمرار نمو أسعار البيوت في تركيا هي النمو المتواصل في صناعة السياحة.
يتمتع البلد بشواطئه الخلابة وموقعه التاريخي ومناخه المعتدل، مما جعله وجهة شهيرة
للمسافرين الذين يمكنهم الوصول إليه بسرعة. وعلاوة على ذلك، كانت تركيا واحدة من
القلائل الذين تكيفوا بذكاء مع عقبات السياحة أثناء جائحة كوفيد-19، حيث لم تفرض
إغلاقات رئيسية وقيودًا خلال الجائحة، وعلى الرغم من اتخاذ البلاد إجراءات كافية
للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه، إلا أن تركيا حافظت على قطاع السياحة
مزدهرا، مرحبة بالزوار وتمنحه التأشيرات بسهولة.
وقد استفاد
أصحاب البيوت السياحية مثل العقارات السكنية على السواحل وغيرها من المناطق
الريفية من ذلك، حيث كشفت البيانات أن الطلب على بيوت العطلات وتكاليف المنازل في
مناطق سياحية قد ارتفع.
الاقتصاد
التركي القوي:
عامل آخر يسهم
في زيادة أسعار البيوت في تركيا هو النمو الاقتصادي القوي للبلاد. تزايد الناتج
المحلي الإجمالي في تركيا بشكل مستمر سنويًا. وعلى الجانب المقابل، لعبت جهود
الحكومة لتعزيز الاستثمارات الأجنبية دورًا في أداء السوق الإيجابي (بما في ذلك
برنامج المواطنة من أجل الاستثمار، الإعفاء الضريبي، توفير خيارات ملائمة للقروض
العقارية وإرث العقارات). وبالتالي، زاد الطلب على البيوت في المناطق التي يسكنها
الأجانب في تركيا داخل مدينة اسطنبول وأنقرة وأنطاليا، وخاصة في مبيعات القطاعين
التجاري والسكني. ولا ننسى أن أسعار المنازل في تركيا أكثر ملاءمة بكثير مقارنة
بالأسعار المتوسطة للعقارات في أوروبا والولايات المتحدة وروسيا وكندا وغيرها...
مع مراعاة الجودة العامة لمواد البناء والتصميم الحديث والمناخ والمرافق
الاجتماعية وفوائد العيش في بلد سياسي مستقر ومتقدم. يمكن للعديد من المستثمرين
الأجانب الحصول على شقق أحلامهم بإطلالة رائعة بسهولة، وبتكلفة أقل نسبيًا.
إقامة عقارية
سهلة:
مع تسهيل عملية
الحصول على إذن الإقامة العقارية في الأيام الأخيرة، زاد المستثمرون الأجانب
استثماراتهم في العقارات التركية، مما يؤدي عادةً إلى ارتفاع أسعار البيوت. لقد
جعلت جهود الحكومة لتبسيط عملية الحصول على تصريح للمشتري الأجنبى وعائلته أكثر
جاذبية بالنسبة لهم لبدء شراء الشقق، سواءً للاستثمار أو السياحة أو الإقامة.
بالمثل، شملت
جزءًا من عملية سهلة وسريعة للأجانب للحصول على تصاريح الإقامة في تركيا ملكية
البيوت و/أو العقارات، مما يحفز على وضع سيناريو مربح للطرفين وزيادة الطلب
والتكاليف. وهذا أدى إلى زيادة عدد الإعلانات لبناءات موجودة ومشاريع جديدة للبيع.
سهولة امتلاك
البيوت التركية من قبل الأجانب:
سهولة امتلاك
البيوت في تركيا وبالأخص في اسطنبول ساهمت في زيادة أسعار البيوت في تركيا. لعبت
جهود الحكومة والقوانين المنشورة بشكل دوري لتبسيط عملية شراء العقار وجعلها أكثر
إمكانية للمشترين الأجانب دورًا رئيسيًا في جذب الاستثمارات وزيادة متوسط تكلفة
أسعار المنازل. مثل تنفيذ القوانين الحالية التي تسمح بامتلاك العقارات بحرية من
قبل الأجانب والتخلص من القيود على ملكية العقارات حفزت بشكل كبير المستثمرين على
شراء البيوت في تركيا.
وقد أظهر تقرير
نشرته الحكومة التركية مؤخرًا أن عدد المعاملات التي تشمل ملكية الأجانب للعقارات
التركية قد زاد في الأشهر الأخيرة. وقد أدى هذا الاتجاه إلى زيادة كبيرة في أسعار
العقار في مناطق معينة، خصوصًا في الوجهات السياحة الشهيرة. يشمل التقرير بيانات
حول العدد الإجمالي للوحدات المباعة والسعر المتوسط للوحدة ويتم نشره شهريًا. قد
تختلف الأرقام الدقيقة اعتمادًا على الموقع وعوامل أخرى، ولكن الاتجاه العام واضح.
تظهر البيانات
أيضًا أن السعر المتوسط للوحدة قد زاد مع مرور الوقت، حيث يكون المشترين الأجانب
عادة مستعدين لدفع مبلغ إضافي لشراء الشقق في تركيا في مناطق مرغوبة. بالإضافة إلى
ذلك، يشير التقرير إلى أن المشترين الأجانب يختارون بشكل متزايد إجراء دفعة نقدية
بدلاً من استخدام طرق التمويل التقليدية.
هذا الاتجاه
ليس مقتصرًا على مناطق محددة فحسب، بل يُلاحظ في جميع أنحاء البلاد، حيث تشهد
العديد من البلدان والمدن زيادة مماثلة في الأسعار.
بشكل عام، تشير
البيانات إلى أن ملكية الأجانب للعقارات التركية تلعب دورًا كبيرًا في دفع اسعار
الشقق في تركيا الي الارتفاع، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في الأشهر والسنوات
القادمة. ومع ذلك، يجدر بالذكر أنه وفقًا لاختيارات وتفضيلات المشترين، قد تتفاوت
الأسعار.
أسعار البيوت
في تركيا لعام 2024:
لذا، مع
استمرار الحكومة التركية في الحفاظ على العوامل المذكورة سابقًا في لوائحها، من
المتوقع بشدة أن يستمر سوق العقارات التركي في النمو خلال عام 2024. كما أن أداء
الاقتصاد القوي للبلاد والاستثمار الأجنبي المتزايد من المتوقع أن يستمران في دفع
الأسعار للأعلى، وخصوصًا في المدن الكبرى. من المتوقع أن يُطلق العديد من شركات
الانشاءات منازل جديدة بأسعار تنافسية، مما يجعلها أكثر ملاءمة لفئة أوسع من
المستمرين العقاريين.
شهد العام
الماضي انتعاشًا مستمرًا في سوق الإسكان، مع ارتفاع مبيعات المنازل في النصف
الثاني من عام 2023، وخصوصًا في شهور نوفمبر وديسمبر. لقد أدى هذا الأداء القوي
إلى إيمان كثير من الخبراء بأن شركات الإنشاءات سيسعون للاستفادة من هذا الاهتمام
المتجدد بسوق الإسكان، وقد يكونون يخططون لبناء وإصدار عدد كبير من المنازل
الجديدة في العام القادم.
يتابع العديد
من الخبراء أيضًا أسعار العقارات في تركيا وأسعار البيوت الريفية. على الرغم من
ارتفاع تكاليف المواد والوظائف والعمالة، من المتوقع أن يطلق العديد من شركات
الإنشاءات منازل جديدة بأسعار تنافسية، مما يجعلها أكثر ملاءمة لفئة أوسع من
المهتمين بتملك الشقق في تركيا. شهر بعد شهر، سنستمر في رؤية المزيد من قوائم
المنازل المخصصة التي ستصدر، وسيتم مراقبة شركات الإنشاءات بعناية بينما يستمرون
في الابتكار وتحسين سوق العقار في تركيا. المنازل الجديدة التي يتم بناؤها لا تُعد
جذابة فقط من حيث السعر ولكن أيضًا من حيث التصميم والموقع والقيمة العامة.
عمومًا، يبدو
سوق العقار في تركيا واعدة جدًا لعام 2024، مع توفر مجموعة واسعة من المنازل
الجديدة بأسعار تنافسية. من المتوقع أن تكون السوق مثيرة للمشاهدة، حيث ستكون لدى
المهتمين بشراء عقارات في تركيا العديد من الخيارات للاختيار من بينها، وسيستمر
شركات الانشاءات في تركيا في دفع حدود ما هو ممكن. قد وضعت تحولات السوق وارتفاع
مبيعات المنازل في السنوات الماضية المسرح لعام مثير وإيجابي في المستقبل.